موضوع: محمد الأخرسي يكتب يا معشر الثوار إتحدوا الثلاثاء ديسمبر 09, 2014 7:11 pm
لا أرى شيئاً يدعو للإستغراب في حكم “البراءة” الذي كنت أتوقعه كأغلب المصريين ، كنت أعلم الحكم بعدما سمعت كلمات “عمر سليمان” التي قال فيها (قرر السيد الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد) ، فكان قراراً يمثل عطلة له من منصبه الذي قام بتحصينه لأكثر من ثلاثون عاما ، فكيف له أن يتخلى عن منصبه ويقوم بتكليف المجلس العسكري ، جملة كان لابد على جميع الثوار أن يقفوا امامها ويعيدوا التركيز والتدقيق والتفكير فيها والوقوف امام شواهد تأكيد هذا بعد نزول الشرطة العسكرية التي ضربت الثوار بالتحرير عقب خطاب “التخلي” وتلك المدرعات العسكرية التي دهست متظاهري ماسبيرو ، وألا نغفل جملة “جدع ياباشا جات في عينه” وحملات الإعتقالات والمطاردات القسرية لرموز الثورة وشبابها ومصابيها وما تلا ذلك من أحداث متعاقبة أكدت وبرهنت على أن مؤسسات الدولة التنفيذية الممتلئة بفلول الوطني (الدولة العميقة) والمتآمرين على الثوار وثورتهم حاكت سيناريو لمسلسل “مهرجان البراءة” ونفذوا خطواته بحلقات متتابعة دون الخلل بأي دور لحدهم ولو كان بسيط لم يكن آخرها حكم البراءة على مبارك ونجليه ووزير داخليته إنما الستار سيسدل على ما هو أدهى وأمّر من ذلك إن لم تتحد كلمة الثوار ويُنًظم صفهم بما يعمل على إنقاذ ما تبقى من جسد ثورة يناير المنهوش المصاب بالإعياء . لا ننكر أن المشهد السياسي الآن يدعو للحزن بأقصى درجاته وكل القوى السياسية والأحزاب عليهم أن يتوحدوا تحت أهداف الثورة ولا نريد أن نخدع أنفسنا بقولنا أن هناك ثورة جديدة ستولد من رحم القرارات والمحاكمات الهزلية الجارية الآن ، ولكن يمكننا أن نقول أن هناك فرصة جديدة لإستعدال مسار الثورة والتوحد تحت مظلة أهدافها التي قامت من أجلها “عيش ، حرية ، عدالة إجتماعية ، كرامة إنسانية ، وإسقاط حكم العسكر” ، وعلينا أن نتيقن أن تلك المرارات ستذهب وتنقضي أيام الإعتقالات والمطاردات وستعلوا الضحكات ، وتجف الدمعات وسينقضي زمان الجراحات والغصص واللوعات وسنجلس آمنين في بيوتنا ، سنعود صادحين بالحق ، سنسمي شوارعنا بأسماء شهداءنا وشهيداتنا وستضحك أيامنا الباكية وتغرد بلابلنا على غصون الحرية ، ستفرغ السجون من الثوار الأحرار وسيعمرها الخونة والغوغائيين فتلك هي أماكنهم ، علينا ان نتيقن أن الغفلى سيفيقون وسيفهم البلهى ، وسيطهر الأزهر بعد ما عاناه من طويل النجاسة وسيعلو منبره صادحاً بالحق بعدما بات منارة لتوجيه أعداء الثورة ، مزماراً في فم الأنظمة الفاسدة ، وستعلو منابر الإعلام بأهل الحق ، بالثوار الحقيقيين ، ستملأ الأمهات أعينهن من الغائبين وينطفيء في قلوب الثكالى والأرامل لهيب القصاص العادل ، غداً ستلفظ مصر عصبة الخائنين وسنبكي جميعاً فرحاً بإنتصار ثورتنا التي جمعتنا بعد شتات وتفرق ، سنعلم من عادانا وعمل على محاربة كل من ثار للحق والحرية ، علينا ألا نيأس وأن نسير بدرب ثورتنا دون الحياد عن مبادئ الثوار السليمة، دون المساس بقواعد ثورتنا التي خرجنا على أساسها. يا معشر “الثوار” لا وقت للبكاء والعويل الآن لا وقت للإصغاء لثرثرة أفواه جموع من يسمون بالإعلاميين الفسدة ، لنضع مشاهد ثورتنا وشهداءها الذين كانوا يرافقوننا بكل فاعلية وفي كل ركن وشاركونا هتافنا وشاركناهم صوب أعيننا ، أياكم والتصالح فهذا حق لا تملكوه أنتم ، ولو منحوكم ذهباً ، أترون أن أفقأ أعينكم ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل سترون؟! هل ستبيعون ذكريات عشتوها ووصايا وصوا بها من أنفقوا أعمارهم من أجل مباديء حاد عنها الكثير مِنّا ، هل ستبيعون ذكريات الثورة بينكم وبين هؤلاء الشهداء؟! أعلم أن الأحداث تتسارع وتتلاحق فيعجز العقل أحياناً عن ملاحقتها وربما تتوقف عملية أرشفة الذكريات فيتوه التاريخ وتبهت ملامحه وهنا تظهر الحاجة المُلحة لإلقاء نظرة سريعة على الماضي القريب لإعادة تنشيط الذاكرة وإستكمال الصورة التي نصفها الماضي ونصفها المستقبل ، فدائماً أجعلوا الصور والمشاهد حاضرة بعقولكم نشطة بذاكرتكم فلا تصالح ولو وقفت ضدكم كل الشيوخ والرجال التي ملأتها الشروخ ، هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم وكلماتهم قد نسيت سنوات كانوا يتسابقون فيها للمدح فيكم وفي ثورتكم لا تصالح إلا إذا كان سوى ما طلبتم به وناديتم له وخرجتم لأجله ومات الرفاق في سبيل تحقيقه. الجميع أخطأ ، لكن لا وقت الآن لتبادل الإتهامات فعدوكم وثورتكم أصبح واضحاً ، سلاحه وسياسته التي يحاربكم بها هي نظرية “فرِق….تسُد” ، فأضيعوا عليه فرصته وتوحدوا ، توحدوا تحت راية الحق لا تجعلوا مشاعركم تسوقكم فقط دعوا مبادئكم التي جمعتكم من قبل تسير بكم إلى شعاع الحرية ونسيمها ، لتجمعكم مرة أخرى ميادين الحرية ، ليذكركم المكان مرة أخرى وتذكروه ، ولا تغرنكم دموع التماسيح ولا تأخذكم بمن خان شفقة ، كونوا كالبرق الذي يسبق الأمطار لا تخفوا وجوهكم وراء الأقنعة ، توقفوا عن التراشق بالإتهامات ، يا معشر “الثوار” طالتكم يد الشيطان فأقطعوها وقاطعوها. وأخيراً ، لم يبق إختيار سوى التوحد فقد سقط النقاب وانكشف المستور وعلمنا جميعاً أطراف المعركة ، لم يبق إختيار سوى نبذ الخلافات وتنحيتها جانباً فصدرنا تلامسه السيوف وفي ظهورنا الجدران ، لتفتح رصاصاتهم في صدورنا طريقاً للبقاء على ما ثُرنا لإجله لنخلع ثياب البطولة الكاذبة ونرتدي ثياب الفداء ، ثقوا ان الجميع سيحاسب على ما أقترفته يده وسيخلد التاريخ ذكر من قام ليتوحد في صف الثائرين للحرية ، الباحثين عن دروب كرامتهم ، الآملين في تغيير عقيدة وموروث مغلوط ، العاملين على إجتثاث نظام فاسد من جذوره وإلا سنصبح “أضحوكة العالم”!!
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
الثلاثاء ديسمبر 09, 2014 7:11 pm
