موضوع: أحمد بحراوي يكتب وجهان الحقيقة الثلاثاء ديسمبر 09, 2014 7:19 pm
كعادتي منذ فترة ليست بالقريبة أتصفح المواقع الأخبارية ” العربية ” على وجه التحديد حتى أطلع على ما هو جديد في عالمنا العربي المتشبع بالصراعات والتربص ,فلفت نظري في موقع ” البيان الأماراتي ” وجود كتاب إماراتيين كثُر يمدحون بلدنا مصر بشكل يلفت نظر أي قاريء وكأنهم مصريين أصليين شربوا من نيلها حتى النخاع وشد إنتباهي أيضاً على وجة التحديد الكاتب الأماراتي “على عبيد” في مقاله ” مصر التي في القلب ” حيث أخذ يؤكد بأن مصر قلب العروبة وأن هي من علمتهم حروف الأبجدية العربية و من درستهم كيف تكون الوطنية وحب الوطن والأنتماء وهي البوصلة العربية لمعرفة العدو الحقيقي على وطننا العربي وهي من أرست قواعد الأنتماء والوطنية ومعايير الخيانة وكيف نواجة العملاء الخونة ونقتلع الخيانة من جذورها دون تفكير ولو للحظة !!. ربما عندما تقرأ هذه المقاله لأول مرة يقشعر بدنك من هذا المديح والغزل لبلادنا .. ولكن تصمت للحظة ثم تفكر وتتسائل أين تلك المعايير الان ؟! وهل حقاً عدونا معروف؟! وهل معايير الخيانة مازالت ثابتة أم أصبحت متغيرة ؟!.. أحقاً مصر العروبة المتغزل فيها بكلمات من ذهب هي مصر الان؟! . كل تلك التساؤولات هي من المفترض أن تكون إجابتها معروفة وبديهية ومن الثوابت التي تربى عليها الأجيال العربية وأصبحت من عمدان الأساس في عقيدتهم الوطنية وأيضا الشعارات التي ملئت الشوارع في البدلنا العربية الثائرة على مدار الأربع سنوات الماضية مليئة بالشعارات الوطنية ولكن أصبحنا نحن الان في وضع مخزي يستوجب فيه وبحق أن نتسائل مثل هذه الاسئلة ونطرحها للنقاش !!. منذ فترة لمع نجم الناشطة الحقوقية داليا زياده وعن مدي وطنيتها وحبها للوطن وأنحيازها الكامل للجيش والشرطة ولثورة 30 يونيو , ومعروف ايضاً مجهوداتها في محاولتها الدولية المستميته حتى تدرج جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية ويصبح هذا التصنيف للجماعة متفق علية دوليا !! ولكن فقط محاولتها لإدراج جماعة الاخوان المسلمين كجماعو إرهابية كانت كافية لنعتها بالشخصية الوطنية.. ولكن ماذا عن تصريحاتها الكثيرة والمستمرة عن حق إسرائيل ” كدولة ” في الوجود ؟!!. وماذا عن دعواتها الصريحة المستمرة للشباب المصري بأن يتسامح مع المجتمع والمواطنيين الأسرائيليين بدعوى أنهم أجيال متأخرة ليس لها سبب في العداء العربي الصهيوني التاريخي ؟!!. وماذا عن تقاريرها الدائمة للمنتدي العالمي لليهود ذلك المنتدي المعروف بأنحيازاته الكاملة للكيان الصهيوني وحقهم في الوجود ؟!! …. . ولكن مع كل هذا تعتبرها الدولة المصرية شخصية وطنية يجب ان تنعم بالأمان والأستقرار وأن يُكفل لها حرية الرأي والتعبير !!. وأيضاً الإعلام المصري الذي يتناول أخبارها دائماً ويتداولون تصريحاتها ويستضيفوها في برامجهم المتلفزة على أساس أنها شخصية وطنية بارزة تحب الوطن وأيضاً لكونها ترى أن جماعة الأخوان المسلمين جماعه إرهابيه !!. كونها ترى ذلك يشفع لها كل ما سبق من مواقف تُعد من الطبيعي خيانة عظمى للبلاد تجاه العدو التاريخي للوطن العربي!. أصبح نعت جماعة الاخوان المسلمين بالجماعة الارهابية هو صك الوطنية وحب الوطن وأصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني مجرد وجهة نظر .. فقط مجرد رأي !! . وعلى جانب آخر تحارب الدولة باقي منظمات المجتمع المدني التي تواجة السلطة العسكرية من أجل مدنية الدولة وحقوق المواطنين والتي تهتم بتوعية أكبر قدر ممكن من المجتمع وتجتهد لإستكمال منظومة العدالة بتحقيق حق الدفاع للمتهمين الذين لا يملكون فرصة الدفاع عن أنفسهم بتوفير جيش من المحاميين الشباب المخلصيين .. وتتفنن الدولة بأصدار التشريعات المتعاقبة لغلق تلك المنابر الحقوقية بدعوى بأن وجودهم غير قانوني !!. ثم بعد ذلك يخرج الإعلام ليكرر أسطوانته الفارغة عن مدي عمالة وخيانة تلك المنابر الحقوقية وكيف أنهم ينفذون مخططات الغرب لتقسيم وتمزيق البلاد . هذا كله لأنهم فقط يكشفون عوار الدولة وقصورها في تحقيق العدالة ومن ناحية آخرى قيامهم بتوعية المواطنيين بأدوارهم في المجتمع ودور الدولة تجاههم كانوا يستحقون عن جداره صك الخيانة والعمالة !!. ولكن في حقيقة الأمر ما بين داليا زيادة و باقي المنابر الحقوقية تكمن الحقيقة .. من يريد صك الوطنية فقط علية أن ينعت الإخوان المسلمين بالإرهابية حتى ولو كان يقوم بشكل ممنهج بتشوية المعايير والمعاني الثابتة والراسخة لدى الشعوب العربية وصك الخيانة لدون ذلك !! ربما الصحفي الأماراتي علي عبيد كان يتكلم في مقالة عن مصر آخرى أو بالأحرى يتكلم عن مصر نحاول إستراجعها مره آخرى بين أيدينا !.